الساعة 00:00 م
السبت 18 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.23 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

تحذيرات من "انفجار" بعدد وفيات الأطفال بالقطاع 

بالفيديو والصور الحرب الإسرائيلية تقوض صناعة الألبان والأجبان في غزة 

حجم الخط
ألبان 3.jpeg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

يسكبُ عرفات ضهير الحليبَ في جركلٍ أبيضَ بعدَ الانتهاءِ من حلبِ آخرِ بقرتينِ في مزرعتهِ بمدينة رفح، لكنَّ الكميةَ التي ينتجها تراجعت إلى أقل من النصف وأصبحت لا تكفي طلباتِ زبائنه التي لا تنتهي.

ويواجه ضهير، مثلُهُ مثلَ العديدِ من مربي المواشي في قطاعِ غزةِ، تحدّياتٍ كبيرةً بسببِ الحرب والحصارِ الإسرائيليّ والنقصِ في الأعلافِ والماءِ.

يقولُ ضهير لـ "وكالة سند للأنباء": "أُحاولُ جاهداً توفيرَ الحليبِ لزبائني، لكنَ الأمرَ صعب للغايةُ في ظل ظروف الحرب واكتظاظ المدينة بمئات الآلاف من النازحين."

ويضيف: "أحتاج إلى المزيدِ من الأعلافِ والماءِ لزيادةِ إنتاجِ الحليبِ، لكنَ أسعارها مرتفعةٌ للغايةُ، ولا أستطيعُ تحملها."

واضطر ضهير إلى بيع ثلاث بقرات من مزرعته في بداية الحرب، ويفكر الآن في بيع البقرتين الأخيرتين ورؤوس الماشية في مزرعته مع استمرار أزمة حظر دخول الأعلاف والمخاوف المتزايدة من شن جيش الاحتلال عدوانا على مدينة رفح.

ويشير إلى أنه توقف عن صناعة الأجبان في ظل نقص إنتاج الحليب، لكنه ما زال يصنع اللبن ويبيعه للزبائن الأكثر احتياجا ويعيلون أطفالًا ومسنين.

ويوضح أنه قبل الحرب كان يصنع الأجبان ويبيع الفائض من الحليب لزبائنه ولصانعي الجبن في المدينة لكن كل ذلك انتهى بفعل الحرب والحصار.

ألبان 2.jpeg

وتواجه صناعة الأجبان تحديات هائلة مع تراجع إنتاج الحليب الطازج ونفوق عدد كبير من الماشية والأبقار وحظر توريد الأعلاف إلى قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة للشهر الخامس على التوالي.

وشهدت مدينة رفح، عودة صناعات الألبان والأجبان من جديد في ظل الاحتياجات التي لا تنتهي لكثير من الفلسطينيين الذين هُجروا عن منازلهم، لكن تلك الصناعات تتراجع في ظل نقص مواد الصناعة خصوصًا اللبان الطازجة.

وارتفعت أسعار الخضار واللحوم والمواد الغذائية الأساسية، حيث شهدت بعض المواد زيادة بمقدار عشرة أضعاف أو أكثر.

ويعتمد الفلسطينيون على طرود غذائية معلبة تصل من خلال معبر رفح البري مع مصر بعد خضوعها للتفتيش في معبر إسرائيلي، ويشوب عملية توزيعها موجة من الانتقادات اللاذعة من قبل النازحين وسكان المدينة الحدودية.

واشترى وائل بارود نصف كيلو من الجبن ولتر من الحليب المصنعان محليا مقابل 20 شيكلا من سوق رفح المركزي على أمل أن يساهما في زيادة الكلسيوم في أجساد أطفاله الخمسة.

يقول بارود بصوت مخنوق "لا تتوفر الألبان الطازجة في الأسواق وحتى الأجبان التي تصل كمساعدات أسعارها مرتفعة وقيمتها الغذائية محدودة".

ألبان1.jpeg
 

ودأبت شروق قشطة على شراء الحليب المصنع محليًا بشكل يومي لأطفالها الثمانية الذين يعانون من سوء تغذية وانتكاسات صحية بشكل متكرر خلال الحرب.

تقول قشطة وهي تحمل طفلتها التي أنجبتها خلال الحرب "كل شيء غال أو مفقود في الأسواق. اثنان من أطفالي يعانون من سوء التغذية وخسروا نصف وزنهم وكل ما أستطيع أن أفعله من أجلهم أقوم به".

وحذرت الأمم المتحدة يوم الإثنين، من أن النقص المُقلق في الغذاء، وسوء التغذية المتفشي، والانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدّي إلى "انفجار" في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزة.

وأكدت أن استمرارَ الحصارِ يهدد حياةَ 2.3 مليون نسمةٍ في قطاعِ غزةِ، وقد يؤدي إلى كارثةٍ إنسانية لا تحمد عقباها.

وأدى النقصُ في الحليبِ إلى ارتفاعِ أسعارهِ في السوقِ، ممّا يصعّب على السكان شراءه، لكن محمد أبو رومي وأشقاءه يواصلون صناعة الألبان والأجبان في رفح معتمدين على القليل من اللبن المحلي وبودرة اللبن الهولندي التي تستخدم في صناعة الحلويات.

ويبيع أبو رومي لتر اللبن بخمسة شواكل بينما يبيع نصف كيلو الجبن مقابل 15 شيكلا (3.8 الدولار)، كما يوزع كميات أخرى على التجار لبيعها في أسواق المدينة المكتظة على مدار الوقت.

وقبل الحرب كان لتر الحليب يباع مقابل 2 شيكل بينما كان يباع كيلو الجبن المصنع محليًا مقابل 7 شواكل فقط.

أبقار.jpeg
 

ويقول أبو رومي وصناعو أجبان وألبان في رفح إنهم يواجهون سيلًا من التحديات في ظل هذا الواقع الذي فرضته الحرب والحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع وأن إنتاجهم قد يتوقف خلال أيام مع نفاذ الحليب المستورد واستمرار انخفاض انتاج الحليب الطازج من مزارع المدينة

ويضيف أبو رومي لـ "وكالة سند للأنباء"، "كل يوم الوضع يزداد سوءاً ونحن نحاول أن نصنع اللبن والجبن بأي إمكانات تتاح لنا من أجل الناس، وتحصيل لقمة العيش لعائلاتنا".

ويتشارك أشقاء جودة في هذه الصناعة التي كانت مصدر الدخل الأساسي لعائلاتهم قبل الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.   

وكانت المصانع المحلية في غزة وعددها 11 مصنعًا، قبل الحرب، تنتج سنويًا 5058 طناً من الحليب، و10624 طنّا من اللبن الزبادي، و3432 طنا من الجبنة بأنواعها، وهو يعادل ما متوسّطه 23% من إجماليّ حاجات القطاع الاستهلاكية من منتجات الألبان سنويّاً وفق إحصاءات سابقة لوزارة الاقتصاد في غزة.